- هل لديك القدرة على معرفة احتياجات مجتمعك؟
- هل تمتلك مهارة اسكتشاف مشكلة في مجتمعك من خلال ملاحظاتك وقراءتك له؟
- هل يبدو طرح الأسئلة أمراً سهلا أم هو فعلاً كذلك؟
- ما أهمية أداة طرح الأسئلة القوية؟
- ماذا نعني بالقول ملاحظة/نلاحظ؟ وكيف نستخدم هذه الأداة ضمن العمل المجتمعي؟
يستخدم القائد المجتمعي الكثير من الأدوات والمهارات التي تساعده على تغيير مجتمعه نحو الأفضل، ومن هذه الأدوات قوة الأسئلة والملاحظة، ويستطيع من خلال هذه الأدوات رصد ومراقبة التفاصيل المتعلقة بالاحتياجات المجتمعية والتركيز على العلاقات للوصول إلى فهم السياقات المختلفة، إضافة للمساعدة على توليد الأفكار التي من الممكن أن توصل إلى حلول ذات منفعة وأثر إيجابي للأفراد والمجتمعات.
ومن هذه الأدوات التي سنتكلم عنها في مقالنا هما الملاحظة والأسئلة.
أدوات يستخدمها القائد المجتمعي
الأداة الأولى: الملاحظة
تعتبر قوة الملاحظة من الأدوات التي يستخدمها المهتمون بالشأن المجتمعي كثيراً، وهي أن يلاحظ المهتم أدق التفاصيل من حوله بموضوعية.
وهنا لا بد من أن نستعرض تعريف الملاحظة في بحث محمود أحمد أبو سمرة بعنوان مناهج البحث العلمي من التبيين إلى التمكين: “هي قيام الباحث بالانتباه والتدقيق تجاه ظاهرة أو حادثة معينة لإدراك ما فيها وما بينها من صلات وروابط وعلاقات خفية.”
والهدف هو التقصي والتحري وسبر الحقائق وَمِنْ ثَمَّ التوصل للعلاقات بين المتغيرات، وتحديد النتائج.
كذلك الأمر في العمل المجتمعي تقوم الملاحظة على قراءة المجتمع المحلي الذي نتدخل فيه، وتحليل المواقف والمعلومات والتفاصيل التي تحيط به ليستطيع أن يبني تدخله بشكل مناسب وملائم لسياق المجتمع.
إيجابيات قوة الملاحظة
لا شك أن أداة الملاحظة تساعد القائد المجتمعي على الانتباه للتغيرات التي تحصل في مجتمعه وتجعله أكثر انتباها للتفاصيل التي تحدث، ومن إيجابيات قوة الملاحظة أيضاً:
- استكشاف الحاجات والمشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع والتغييرات التي تطرأ على هذه المشاكل أثناء العمل عليها.
- توفر الملاحظة فهماً دقيقاً للبيئة فتراعي سياقها وخصوصيتها.
- تطور مهارات أخرى مختلفة مثل التواصل، وكذلك الاستماع؛ فعندما يلاحظ قائد مجتمعي مشكلة ما، يدقق في تفاصيلها، وبالتالي لا يطلق أحكاماً عامة، فهناك تعبيرات لفظية خاصة بكل بيئة، حيث أن كل تعبير يمكن أن يتضمن شيء أو نوع محدد من المعلومات.
- توفر الملاحظة في بعض الحالات معلومات دقيقة من الممكن ألا توفرها أداة ثانية، نوعية الإذاعات كمثال، أو البرامج التي يتابعها مجتمع، فنستطيع رصدها بدقة من خلال الملاحظة، ولو تلقينا هذه المعلومات من أداة اخرى، فمن المحتمل التلاعب أو الكذب بشأنها في بيئة محددة، مثلاً طريقة معاملة النساء او كبار السن ضمن مجتمع معين، فالملاحظة تستطيع توضيح هذه الصورة.
شروط استخدام القائد المجتمعي الملاحظة الفعّالة
لكي يستطيع القائد المجتمعي أن يلاحظ بطريقة فعالة تمكنه من الاستفادة من نتائجها، لا بد أن تتوفربعض الشروط:
- الموضوعية: أي أنه غير متحيز ويلاحظ الواقع كما هو.
- التوازن النفسي أثناء الملاحظة؛ فلا يكون منفعلاً أو متوتراً أثناء ملاحظته.
- اليقظة وسرعة البديهة.
- أن يحدد ما يريد ملاحظته تماماً حتى يستطيع أن يبني التدخل الملائم.
- أن يكون على دراية ومعرفة بأدوات ومهارات أخرى للتأكد من دقة وصدق الملاحظة وليستطيع التدخل بفاعلية في حل مشاكل مجتمعه.
هل يمكن تفعيل الملاحظة لمواطنة فاعلة في مجتمعنا؟
من الممكن أن نبدأ بأشياء بسيطة من حولنا كأن نلاحظ حياً من مدينتنا، أو حديقة عامة، أو مركزاً لبيع الخضروات؛ أن ننتبه لكل الأمور من حولنا: الملابس التي يرتدونها، وأحاديثهم، ونبرات أصواتهم، وعلاقاتهم، وكيف يتعاملون مع بعضهم ومع غيرهم.
من الجيد النظر إلى المحيط العام للحي أو للحديقة، والخدمات التي تُقَدّم، ومن يقدمها. ولتكون ملاحظتنا أكثر فاعلية، يجب أن نحدد ما نريد أن ألاحظه.
"يجب على الملاحظ أن يكون كآلة التصوير يتلقف الحوادث كما هي في الواقع دون حكم سابق عليها."
Claude Bernard Tweet
الأداة الثانية: قوة الأسئلة
دعونا نتوقف لحظة للتفكير ولنمعن النظر في يومنا العادي، سنلاحظ أننا نطرح عدداً كبيراً من الاسئلة الصغيرة على أنفسنا مثل ماذا سأرتدي من ملابس لهذه المناسبة؟ أو ماذا سنأكل اليوم؟ ما هي الوسيلة الأسرع لأصل لعملي؟
وهذه الأسئلة مهمة بالنسبة لنا لأنها تجعل حياتنا أسهل وتدفع يومنا ليمر بسهولة وراحة. ولكن ماذا عن الأسئلة العميقة والكبيرة التي من شأنها فعلاً أن تحدث تغيير؟
تعتبر عملية طرح الأسئلة من المهارات التي يجب على القائد المجتمعي أن يتقنها، لأن العثور على السؤال الصحيح للحدث القائم وفي الوقت المناسب هو ما يطور خطوات العمل ويساهم بحل المشكلات الموجودة.
أهمية طرح القائد المجتمعي للأسئلة
يساعد طرح الأسئلة على:
1_ تحديد الهدف الذي أريده كفرد أو فريق أو مجتمع محلي (ما الذي أريد أن أحققه؟)، هذا يساعد على وضوح الرؤية بالنسبة لي فتصبح المشاكل أمامي واضحة وهنا أركز على الهدف المهم واستكشف ما الذي يمكنني العمل على تحسينه، وما الذي سيكون مختلفاً فيما لو وصلت أو حققت هدفي.
2_ يساعد طرح الأسئلة القوية على حل المشكلات وإيجاد حلول للتحديات التي تقف في وجه وصولنا لأهدافنا، وفي الكثير من الأحيان نلقي اللوم على الآخرين عند تعرضنا لتحدي ما، وهنا يأتي دور قوة الأسئلة كأداة تحفزنا على استكشاف قدرات وموارد وإمكانيات هذا الفريق أو الفرد أو المجتمع المحلي، وكيفية التعامل مع هذه التحديات التي تعيق الوصول إلى أهدافنا، هنا يحدث التغيير. وهنا يبرز دور القائد المجتمعي الذي يدفع فريقه لاستخدام هذه الموارد بالشكل الأمثل وليس عن طريق إعلامهم بما يجب عليهم فعله.
أمور يجب أن يتحلى بها من يطرح الاسئلة
1_ عدم التردد في حال الحاجة لاستيضاح المعلومات أو طلب المزيد من المعلومات كأن يقول أخبرني اكثر.
2_ التوازن بين الاستماع والخروج بسؤال آخر لاستكمال المعلومات.
3_ التخلي عن الافتراضات عند طرح سؤال وتشجيع الناس على النظر إلى ما وراء افتراضاتهم في الوصول إلى حقيقة الآمر.
تعرفنا على الملاحظة وإيجابياتها وكيف تكون لها أن تكون مجدية، والشروط التي يجب أن تتوافر في الملاحظ وحاولنا الإضاءة على أهمية أن يتوفر في الملاحظ المهنية العلمية والحياد حتى يتحقق الهدف من الملاحظة كأداة، كما لاحظنا أهمية طرح الأسئلة القوية المهمة التي يستخدمها القائد المجتمعي سواء مع نفسه أو فريقه أو مجتمعه ليساهم في تحقيق التغيير والأثر الإيجابي الذي يسعى إليه.
إعداد: بلسم إبراهيم
لقراءة المزيد عن القيادة المجتمعية: