أدى الارتفاع السريع في معدل انتشار العنف والنزاعات بين الشعوب، إضافة إلى الكوارث الطبيعية والأوبئة إلى تزايد الحاجة لطريقة أكثر تكاملية، وفعالية، واستدامة في العمل بين أولئك العاملين في المجال الإغاثي والعاملين في مجال التنمية لتحقيق تغيير مستدام بعد الأزمات. وبالتالي تم تغيير طريقة الاستجابة، حيث أن الاحتياجات في هذه الأوقات لا تكون متسلسلة ومتتابعة وخصوصاً في المناطق التي تعرضت لأزمات طويلة الأمد.

ومنه كانت فكرة منهج التقاطعات والتي تقوم على تعاون وتنسيق أقوى بين ثلاث قطاعات: الإغاثة، والتنمية، وبناء السلام لتحقيق هدف مشترك. ويقوم هذا الهدف بشكل أساسي على فكرة استدامة التغيير حيث يربط الإغاثة اللحظية بالتنمية بعيدة المدى وبناء السلام. هذا المنهج هو منهج جديد يربط هذه القطاعات على المستوى البرامجي ويغير أهدافها عن طريق تغيير بنيوي في هذه القطاعات يشمل تغييراً في طريقة التخطيط.

إلا أن التوجه الجديد يرى أن على الفاعلين تضمين قطاع بناء السلام بمعناه الواسع في العملية. وحيث أن بناء السلام بالنسبة للمجتمع المدني يعني تحليل النزاعات، وعمليات المصالحة أو التماسك على مستوى المجتمع، يراه المجتمع الدولي على أنه عملية تحويل النزاعات، والحفاظ على الأمن، وتحقيق الاستقرار. وبالتالي هذا المعنى سيمنح منهجية التقاطعات بعداً أكبر وسيمنح الفاعلين مجالاً أوسع للعمل.  

من أهم أساسيات منهج التقاطعات:

1. مراعاة السياق وفهم الاحتياجات جيداً. حيث أن بعض السياقات لا تحتاج التقاطعات كما تحتاجها سياقات أخرى.
2. مبدأ لا ضرر ولا ضرار.
3. بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والقطاعات الخاصة، على الشعوب المتضررة أن تكون متضمنة في وضع حلول للمشاكل واتخاذ القرارات ووضع الأولويات للإجراءات فالملكية المحلية هي شيء أساسي. لذا تعتبر الرابطة مفتاحاً لإبقاء منهج مركزه الناس.