الفرق بين التدريب والتيسير:
بالسنوات الأخيرة ومع التقدم والتطور بمجالات التنمية ظهر مصطلح مدرب على السطح بشكل كبير وأصبحنا نسمع عن الكثير من مدربي البرامج وبذات الفترة أصبح يطرق على سمعنا اسم ميسر.
ولحد الآن هناك خلط بين الدورين، فمن هو المدرب وماذا يفعل في الحياة ومن هو الميسر وما هي وظيفته؟
لنتعرف معاً على هذين المصطلحين وما أهمية كل دور من الأدوار ومتى يلتقوا وما هيي نقاط الاختلاف بين الدورين؟
معنا سميرة وألفت
شابتين يعملون ببناء القدرات، لكن إحداهن ميسرة والثانية مدربة.
لكل من الميسر والمدرب عقلية محددة في التفكير ولديه سلوكيات محددة ويقومون بإجراءات.
لنلاحظ مجموعة من الفروقات بين المهمتين:
ويعتبر الفرق الأساسي بين الحقلين حيث إن التدريب يدور حول نقل التعلم والمحتوى ويوفر نظرية ومعلومات وأنشطة لتبادل المعلومات ومساعدة الأفراد على الاحتفاظ بها.
في حين عملية التيسير تتعلق بمساعدة المجموعة على التفكير بأمور المجموعة، فالفرق الرئيسي بعبارة بسيطة هو أن التدريب يتعلق بالتعلم والتيسير مرتبط بالتحفيز على التفكير.
وهو يقع على عاتق المدرب تقديم قدر كبير من المحتوى، لذلك شكل العملية هرمي المدرب هو المعلم والمتعلم هو الطالب الذي يرغب باكتساب المعرفة منه.
في حين نموذج الميسر هو شكل متعاون يركز على مجموعة من الأقران اجتمعوا إما مع أصحاب الخبرة أو أصحاب معارف مختلفة، لكن يفتقدون لهيكلة العملية، وهنا يوفر الميسر الأدوات والهيكل والهدوء والمسار ليساعد في توجيه العملية في المسار المرغوب من قِبل المجموعة.
يساعد التدريب المجموعة على تطبيق المحتوى الذي تدربت عليه فهو، يقدم فرصة مثالية لتوضيح محتوى التدريب وكيفية ممارسته بدقة وتعزيز الأفكار والمفاهيم التي يقدمها.
أما التيسير يركز بشكل رئيسي على عملية التواصل التي تحدث ضمن القاعة ويسعى للمشاركة بين الأعضاء وفهم بعضهم وبناء الثقة والتماسك كأرضية أساسية لعملية تواصل ناجحة، لنتمكن من الوصول لحلول للمشكلات أو التحديات التي تعاني منها المجموعات أو المؤسسات، ولا يكون هناك أي دور للميسر بإيصال مفاهيم للمشاركين، ومع ذلك في بعض الأوقات يسعى الميسر لتطبيق تقنيات التدريب بإجراءاته التيسيرية ليساعد المجموعة حتى تكون أكثر نجاحاً باتخاذ قراراتها.
وهنا نتكلم عن تصميم العملية، ففي التدريب لدينا مسار خطي أو عدة مسارات تعليمية خطية توصلنا لنتائج معرفية محددة، تبنى العملية بناءً على هذه النتائج.
في حين يتمتع الميسر بجدول أعمال مرن بناءً على المخرجات التي تنتج عن الحوارات فهو غير قادر على التنبؤ بما سيحدث، واستخدام الأدوات المختلفة إلى أين ستوصلنا، أو ما هي القرارات التي ستتخذها المجموعة، فوظيفة الميسر تتركز على تنسيق العملية وإبقاءها مرنة بالقدر الكافي لتكييف بما يتناسب مع السياق.
المدرب يسعى لتحقيق نتائج بعيدة الأمد مع المشاركن، تتركز بعد محاولة تطبيقهم للمحتوى التدريبي الذيي تعلموه خلال 4 أو 5 أيام تدريبية مثل حضور ورشة تمكنك من مهارات كتابة القصة فالمطلوب بنهاية الورشة أن تكون قادر على البدأ بكتابة خطوط عامة لقصة أو مسودة أولية وتتطور هذه المهارة مع الوقت.
في حين أن نتائج التيسير آنية بناء على الموضوع الذي يتم الحديث عنه، ومن الممكن أن يتطور ويأخد أشكال متعددة بعد عدة جلسات.
ونصل لنتيجة مفادها:
أن التدريب هو إيصال المحتوى أو توصيل لمعلومة لم تكن معروفة من قبل أو غير مألوفة للمتدربين، بينما التيسير هو استخلاص مضمون أفعال معروفة أو قابلة للكشف من المشاركين ويدور التدريب حول المحتوى.
يتم قبول المدربين كذوي خبرة في محتوى محدد ويكون له دور أكبر في إيصال المحتوى لضمان التعلم الأمثل وقد لا يتوفر بالضرورة الخبرة.
لدى الميسرين يجب الاتفاق على قدرتهم على كسب القبول والثقة في الحصول عليه وتفعيله من المشاركين.
التيسير: إجراء يساعد المنظمات، المجتمعات والأفراد على تجاوز عقبات التواصل، التصالح مع الاختلافات، اتخاذ القرارات الأساسية، وإيجاد الحلول في الوقت المناسب، حيث أن جوهر التيسير هو مساعدة المشاركين على إيجاد أرضية مشتركة من خلال الحوارات.
فالتيسير يساعد المجموعات على بناء التفاهم والاتفاقيات وإظهار أفضل ما في أعضاء المجموعة من نقاط قوة، وخبرات الميسر في فهم المجموعة بدقة وتصميم أجندة واضحة للوصول للأهداف، يستخدم أسئلة قوية وتمرينات ويحفز على التفكير ومشاركة الانعكاسات.
فالتيسير إجراء يسهل علينا حياتنا واجراءاتنا انطلاقاً من المنزل، العمل في المجتمع وفي المؤسسات وفي كل مكان.
تركيز الميسر بالدرجة الأولى على الإجراء وليس على المحتوى وهذا الذه وضحه لو تزو بهذه العبارة التي توضح روح ومعنى التيسير بكامل أبعاده:
“تخيل أنك تعمل كقابلة قانونية، وتساعد إحدى السيدات على الولادة، ما تقوم به جيد، ولكنك لست المحور في هذه العملية، إنك تقوم بتيسير العملية ولكنك لا تقوم بها. يمكنك مساعدة الأم ولكنك تبقى حر ومسؤول بنفس الوقت، تذكر أنك تقوم بتيسير إجراءات لشخص آخر، لا تتدخل، لا تتحكم، لا تفرض حاجاتك والرؤى الخاصة بك عندما ينجز العمل ستقول المجموعة (أنجزناها بأنفسنا).”